هل نلوم آباءنا أم يعيبنا أبناؤنا

لدى زيارتي أحد الأصدقاء في مكتبه أثار دهشتي طباعته شعار أحد الأندية الرياضية على ثلاث جدران وسقف مكتبه امتدادا إلى زجاج سيارته الخلفي ؟
سارعت بسؤالي له : ماذا يقدم لك ذلك النادي ؟
أجابني بعد أن لمعت عيناه إلى السماء: أن قاعدته الذهبية في حياته عنوانها ( الانتماء ) وقد حقق أهون الشرور من هذه القاعدة بأن ينتمي لنادي رياضي ,
قلت في قرار نفسي هل أشرح له أولويات الانتماء أم أنتقل إلى فكرة أوسع كي لا أخوض في نقاش عقيم؟
فقلت : هل هناك كلمة مؤلفة من حرفين أسمى من كلمة انتماء .
أجاب مباشرة : لقد عجزت عن الإجابة ماهي تلك الكلمة
قلت له : الحب
فالحب أوسع من الانتماء معنى وفعلاً فلو سألك الملك في القبر عن الانتماء ألا تخشى أن يملئ حب ذلك النادي كل قلبك فيغلب الهوى عليك وتهلك في الإجابة
فأجاب بسرعة واضطرب : لا لا فأنا أحقق التوازن في الحب والانتماء
قلت كيف تحقق ذلك التوازن وشعار النادي في السقف والجدران وعلى زجاج السيارة وفي ثنايا قلبك .
ثم انتقلت مباشرة إلى رسالة الآباء التربوية وسألته لتفترض الآن أنك أمسيت في السبعين من العمر وسألك ولدك ماذا قدمت لي يا أبي من قدوة وتربية وقيم وانتماء ماذا ستجيب ؟
قال صديقي : ( بعد أن جالت خواطره لبرهة في فضاء الكون الرحب وكاد صدره يضيق بالإجابة )
لا شيء
قلت لمَ
قال لأن أبي لم يربيني ويدربني على ثقافة الانتماء والحب ,
توجهت إلى ذلك المجتمع العائم في خضم الأفكار الهائمة
فقلت : يا شباب اليوم كنتم في البارحة تلومون الآباء والآن أصبحتم الآباء فماذا أعددتم لأبنائكم من ثقافة الانتماء والحب وأصول التربية .
سارعوا إليها ... ابحثوا عنها قبل أن يعيبكم أبنائكم